عملية إنقاذ سريعة للأزمة المصرية


- إلى المساجد أيها المصريون –



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الإخوة المصريون
من الصعب إن لم يكن من المستحيل تعديل النظام السياسي في مصر خلال فترة قصيرة من خلال الإجراءات المطروحة اليوم على الساحة السياسية المصرية.
إن اللجوء لتلك الإجراءات
سيستغرق أشهراً، وستمر البلاد من خلال تلك الإجراءات في دوامات سياسية
واقتصادية واجتماعية. وربما تمخض كل ذلك عن نظام سياسي لا يختلف كثيراً عن
النظام الحالي إلا في المسميات والشكليات.

مصر وتونس واليمن والعالم الإسلامي بحاجة لحلول جذرية يتعذر الوصول إليها من خلال الإجراءات المطروحة على الساحة الوطنية أو الساحة الإقليمية أو الساحة الدولية الإسلامية.
لا بد من الرجوع إلى القواعد والأساسات الأولية. وقاعدة هذه الأمة الأساسية والأولية هو الإنسان المسلم.
وهو اللبنة التي علينا أن نبني صرح الأمة الإسلامية بواسطتها. ولا بد من
أن نبدأ من القواعد الأساسية للأمة فنبنيها بهذه اللبنات بشكل تكون به هذه
القواعد قادرة على حمل ذلك الصرح الإسلامي المنشود.

إخوتي:
إن أبسط وأصغر تجمع اجتماعي وسياسي واقتصادي في كيان الأمة الإسلامية هو المجتمع المحلي المحيط بالمسجد. وإن بناء هذا التجمع الصغير بطريقة محكمة وقوية هو الأساس في بنيان الأمة. إن بناء هذا التجمع الأولي أمر في غاية السهولة والبساطة، إذا تم توجيه وتعليم القاطنين في دائرته بضرورة القيام بتشييد هذا البناء. إن بناء نموذج محكم واحد للمجتمع
المحيط بالمسجد، تقلده باقي المجتمعات المحيطة بالمساجد في مصر وتونس
واليمن وباقي البلاد الإسلامية، أو يجري القيام بتكراره في المجتمعات
الإسلامية الأولية الأخرى بشكل منظم من المفكرين والعلماء والمتخصصين،
خطوة لا بد منها على طريق بناء القواعد الأساسية القادرة على حمل هيكل الصرح المنشود للأمة الإسلامية.
وكما ذكرنا فإن القيام
بهذا الأمر في غاية السهولة والبساطة إذا أشرف عليه الخبراء والمخلصون من
علماء الأمة. إن جمع القاطنين في المجتمع المحلي للمسجد في
اجتماع عام، بعد صلاة يوم جمعة هو الخطوة الأولى
وتليها في ذلك مباشرة كلمة جامعة مختصرة يلقيها أحد القادة المتخصصين في
الموضوع، يتم من خلالها توضيح ضرورة وأهمية وحيوية بناء ذلك التجمع المحكم
للمسجد، وأهميته بالنسبة لكل فرد من القاطنين حول المسجد وكذلك لكل
المقيمين في التجمع، ثم وبشكل دراماتيكي يتم الطلب من جميع الحاضرين ترشيح
مجموعة من القادة المحليين المقبولين من جميع السكان، ترشيحهم ليشكلوا مجلس ذلك التجمع الإسلامي المحلي الأولي، ثم وبخطوة دراماتيكية أخرى يتم الطلب من المجلس المحلي أن ينتخب أميراً لذلك التجمع
أو الحي، فإن تم كل ذلك وبسلاسة فإن ذلك التجمع سيكون مثلاً يحتذى من
المجتمعات الأخرى وسيكون جاهزاً هو وباقي المجتمعات المماثلة الأخرى
للانطلاق على طريق بناء التجمع الأكبر في المنطقة الجغرافية الأوسع الذي
سيضم الكثير من المساجد المحلية، والذي يمكن أن يمثل مجموعة قرى أو مجموعة
أحياء في مدينة كبيرة. فإن تم بناء هذا التجمع الأكبر، يتم التحرك لبناء
تجمع أكبر منه، وهكذا .... حتى يتم بناء التجمع الجغرافي الكبير للدولة،
والذي سيتوج باختيار أمير الدولة أو رئيس الدولة.

إن اتباع هذا
الأسلوب، هو أسرع وأبسط وأنجع طريقة لحل الأزمة في مصر وفي تونس وفي
اليمن، ولأي دولة إسلامية تمر بمثل ما مرت به هذه البلاد الإسلامية الثلاث،
كل ذلك لإيجاد وبناء النظام الإنساني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي لكل
دولة من الدول الإسلامية مثل مصر أو تونس أو اليمن. ومن ثم بناء النظام
الإنساني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي للأمة الإسلامية بكاملها.

أيها الإخوة المصريون، أيها الإخوة التونسيون، أيا الإخوة اليمنيون .... أيها الناس في كل البلاد الإسلامية ........
إلى المساجد .........
أيها الإخوة المؤمنون
لا يجوز في الإسلام، ولا يقبل العقل البشري أن يعيش المجتمع البشري المحلي
الإسلامي بدون قائد مهما كانت تسمية ذلك القائد. وعلى الناس أن يؤمِّروا
عليهم أميراً يقوم بمساعدتهم على المحافظة على مقاصد الشريعة المعروفة
شرعاً.

وليس هناك ما هو أشد إلحاحاً الآن في مصر، وتونس ، واليمن ..... من
اختيار أمراء التجمعات السكنية المحلية للمساجد، وأمراء تجمعات المناطق
الجغرافية الأكثر اتساعاً، كالمراكز والمحافظات، ومن ثم المنطقة الجغرافية
لعاصمة الدولة.

وينبغي أن لا يكون أي من هؤلاء الأمراء من الرؤساء الجهال الذين حذر منهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أن يكون من أولئك الذين يتبنون عقائد هؤلاء الرؤساء الجهال.
وينبغي أن لا يغيب عن أذهان المسلمين والمؤمنين في مصر، وتونس واليمن، .... إشراك العلماء العاملين
المتبعين لنهج علماء الأمة الأعلام (المذاهب الأربعة ) في كل مستوى من
مستويات الإمارة في المجتمعات المحلية للمساجد في الوطن.
كالقضاة الشرعيين وعلماء الفقة في المؤسسات التعليمية شريطة أن يكونوا من المذاهب المعتمدة في الأزهر الشريف، للابتعاد عن المغالاة والغلاة والرؤساء الجهال الذين ينفرون كافة الأمم وعامة الناس من الدين.
وعلى الأمير أيها الإخوة وفي كل مستوى من المستويات السابق ذكرها، على الأمير أن يقوم بإدارة منطقة مجتمعه المحلي أو الإقليمي أو المركزي بالاستعانة
بالصالحين ممن هم حالياً على رأس أعمالهم، كقادة الجيش وأجهزة الأمن
والوزراء ورؤساء المؤسسات وبالصالحين من أصحاب العلم والخبرة في كل موقع
وفي كل شأن من شؤون حياة الناس والمواطنين
.
وينبغي أن يقوم كل أمير من أمراء المساجد في المجتمعات المحلية بالاستعانة بلجان متخصصة في كل شأن من شؤون حياة المجتمع المحلي للمسجد،
وأن لا ينفرد بتصريف شؤون المجتمع دون الرجوع إلى من حوله من أعضاء مجلس
الحي أو المجتمع المحلي، ورؤساء اللجان. وعليه أن يشكل الضروري من تلك
اللجان مثل: لجنة المحافظة على الأمن، لجنة للزكاة والشؤون المالية، لجنة
للشؤون الشرعية والدينية، لجنة للتنمية الثقافية وللتنمية والتربية
الشعبية، لجنة للتربية النظامية (الرسمية)، لجنة لشؤون ديوان إدارة الحي،
لجنة للصحة العامة، لجنة للشؤون التجارية والصناعية، لجنة للإغاثة والشؤون
الاجتماعية، إلخ من اللجان الضرورية بأية أسماء تناسب كل قطر أو دولة.

ويجب أن لا يغيب عن أذهاننا جميعاً كمسلمين
أن المقاصد الشرعية الخمسة أو الضرورات الخمسة تمثل أهم حقوق الإنسان في
الحياة وتدور على حفظها سائر تشريعات الإسلام، فمن التزم بها أكرمه الله
بالسعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة، ومن أعرض عنها شقي في الدنيا بمقدار
ما أعرض عن هدي الله وناموسه العادل والكامل ?فمن اتبع هداي فلا يضل ولا
يشقى - ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى -
قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً - قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها
وكذلك اليوم تنسى? (طه: 123-126).

أيها الإخوة المؤمنون في مصر وتونس واليمن ..........
إن سرعة تبني هذه الطريقة في بناء المجتمعات المحلية للمساجد، وبناء المجتمع الكبير للدولة ومجتمعات مناطقها الإقليمية أمر في غاية الأهمية والحيوية
وإن سرعة تنفيذ هذه الخطة
البسيطة تجنب الناس والمسلمين في مصر، وتونس، واليمن، الكوارث والمصائب
والخسائر والدمار وأهوال الفوضى والجهل، وأهوال الفتن، التي تتربص بالناس
إن لم يسارعوا إلى علاج أزماتهم الحالية، وتجنبهم سرقة الكفار والمشركين
والملحدين والعلمانيين سرقة مكتسبات هذه الانتفاضة الإسلامية المباركة في
مصر وفي تونس وفي اليمن، .........، وتحفظ للناس المقاصد الشرعية الأساسية.
فالله الله يا من تقرأون هذه الأسطر في سرعة توصيلها إلى أهلنا في الأقطار الثلاثة وباقي الأقطار الإسلامية، .....
والله الله أيها الإخوة في العالم الإسلامي الله الله في سرعة توظيف محتويات هذه الأسطر والعمل بها.
والله الله في صدق الإخلاص في القصد والنية في فهم وتنفيذ كل ما سبق عرضه.
إلى المساجد أيها المؤمنون في أقطار العالم الإسلامي
إلى المساجد أيها الناس
فما أنبلكم أيها الأخوة حينما تفكرون معاً وتتكاتفون معاً، وما أعظم أمة الإسلام حينما تستفيد من إمكانات مساجدها ومن عقول وعلم وطاقات أبنائها ومن إخلاصهم وصدق إيمانهم فتتكاتف على دعوة الخير التي تجمعها وتجمع أبناءها على إعادة بناء نفسها وعلى القيام بترميم صرحها وترميم ما انهدم من بنيانها.
وما أعظم أمة الإسلام أيها الإخوة حينما تستجيب لما يحييها، مطيعة لقوله سبحانه"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ"
والله إنكم لتستطيعون
والله إنكم لتستطيعون.
وعن ذلك ستسألون.
وعلى الصراط المستقيم ستمرون، فتقعون في النار فتهلكون أو تنجون فتفوزون.
أيها الناس إلى المساجد
أيها الأبناء البررة أمتكم تدعوكم إلى المساجد
إلى المساجد أيها المؤمنون بالله ورسوله

منقول